كلمة سعادة الأمين العام
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين،وبعد :
عندما نتحدث عن مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي فنحن لا نتحدث عن أمر وليد للحظة عاطفية عابرة ، وإنما كانت نتيجة لشعور عميق لخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز – يرحمه الله – عن الحاجة إلى تعبير خيري مؤسسي يتجاوز حدود العطاء المباشر للفئات المحتاجة في المجتمع السعودي.
فكان أن عهد – يرحمه الله – إلى نخبة من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الإنساني والإجتماعي والخيري بالمملكة ، وتراءت هذه اللجنة عدداً من المقترحات والآليات حتى وصلت إلى قناعات وؤى رفعتها آنذاك لخادم الحرمين الشريفين والتي أيدها – يرحمه الله – ومن ثمَّ تُوجت بالموافقة السامية رقم (أ / 159) وتاريخ 1423/08/20 هـ بإنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسم (مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي) تهدف إلى تأمين مساكن ملائمة للفئات الأشد حاجة للسكن في المجتمع السعودي.
وبدأت مسيرة هذا الكيان الشامخ في العطاء منذ ذلك التاريخ – ولله الحمد – وتحقيق الكثير من الجوانب التأسيسية المتعلقة بالبنية الإدارية والتنظيمية والمعلوماتية للأمانة العامة للمؤسسة ، وانطلقت الفرق العلمية المتخصصة ذات التأهيل العالي والخبرة المتميزة في المجال الإجتماعي والعمراني لدراسة وتحديد التجمعات السكانية التي يرى ضرورة توجيه مشروعات المؤسسة الخيرية إليها ، وتم – بعون الله وتوفيقه – الخلوص إلى نتائج محددة في هذا الإتجاه ، حيث تم في حينه إقرار عدد من المشروعات الإسكانية العاجلة في عدد من مناطق المملكة ، وتم تنفيذ معظم تلك المشروعات العاجلة وتسليمها للمستحقين من أبناء الوطن ، تلتها عدة مراحل تمثلت في ( المرحلة الأولى ، المرحلة الثانية ، المرحلة الثالثة ، المرحلة الرابعة) ونحن اليوم في صدد التخطيط والتصميم لأعمال المرحلة الخامسة.
لقد تحقق الكثير ، وبقي الأكثر ، وحسبنا فألاً حسناً بأننا قد قطعنا الأميال الأولى في رحلة الألف ميل ، هذه الوثبة القوية للمؤسسة ما كانت لتتم لولا فضل الله – عز وجل – ثُمَّ دعم وتوجيه المؤسس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – يرحمه الله – وعزائم رجاله في مجلس الأمناء ومجلس إدارة المؤسسة والأمانة العامة ، سعياً من أجل تحقيق تطلعات المؤسس في إيجاد مؤسسة خيرية تحمل اسم والديه براً بهما (تغمدهما الله برحمته) رغبة منه – يرحمه الله – أن يكون في توفير المساكن الملائمة للفئات الأكثر حاجة للسكن في الجتمع السعودي وسيلة لتمكينها من أن تصبح فئات منتجة قادرة على المشاركة في تنمية محيطها المحلي المباشر ليصبح جزء من التنمية الشاملة في المملكة.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأثابه خير الجزاء على ماقدم ، وأمد في عمر أبناءه وبناته الداعمين لهذه المؤسسة والحريصين كل الحرص على استمرار عطائها وأداء رسالتها وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير / متعب بن عبد الله بن عبد العزيز – رئيس مجلس الأمناء – وصاحب السمو الملكي الأمير / منصور بن عبد الله بن عبد العزيز – رئيس مجلس إدارة المؤسسة – وأصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس إدارة المؤسسة وكافة أصحاب السمو الملكي أعضاء مجلس أمناء مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للأعمال الإنسانية.